أطعمة للأطفال في 6 شهور

أطعمة للأطفال عمر 6 شهور

عند بلوغ الطفل عمر ستة أشهر، تبدأ مرحلة جديدة ومهمة في نموه الغذائي تعرف بمرحلة “الفطام التدريجي”، وهي المرحلة التي يُدرج فيها الطعام الصلب بجانب الرضاعة الطبيعية أو الصناعية. وتعد هذه المرحلة نقطة تحول رئيسية في تطور الطفل الغذائي والصحي، حيث تبدأ فيها الأجهزة الهضمية بالتكيف مع الأطعمة الجديدة وتبدأ المغذيات الخارجية باللعب دور محوري في النمو. يحتاج الأمر إلى تخطيط دقيق، وفهم واضح للاحتياجات الغذائية، إلى جانب الانتباه لنوع الأطعمة المقدمة وقوامها وطريقة تحضيرها لضمان سلامة الطفل وتوفير بيئة صحية لنموه السليم.

الأهمية الغذائية لبداية الطعام في عمر 6 شهور

في الشهور الستة الأولى من حياة الطفل، تعتبر الرضاعة المصدر الأساسي والكافي لتغذيته، لكنها تصبح غير كافية وحدها مع تقدم الطفل في العمر. في هذا العمر، يحتاج الطفل إلى كميات إضافية من الحديد والزنك والبروتين والطاقة، وهي عناصر لا توفرها الرضاعة وحدها، خاصة الحديد الذي يبدأ مخزونه الطبيعي بالنفاد. كما أن بداية إدخال الطعام الصلب تسهم في تطوير مهارات الفم والبلع وتؤسس لعادات غذائية سليمة مستقبلاً.

الأسس العلمية لاختيار الأطعمة المناسبة

يجب أن تتصف الأطعمة الأولى التي تقدم للطفل بعد الشهر السادس بعدة صفات:

• سهلة الهضم وخفيفة على المعدة

• ناعمة وطرية لتناسب قدرة البلع المحدودة لدى الطفل

• خالية من المواد المضافة والسكريات والملح

• غنية بالعناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد، البروتين، الزنك، الفيتامينات، والألياف

• قليلة المكونات لتسهيل ملاحظة أي رد فعل تحسسي

ينبغي تقديم نوع واحد من الطعام الجديد كل 3 أيام لمراقبة علامات التحسس، مثل الطفح الجلدي، أو الإسهال، أو التقيؤ، مما يساعد في التعرف على الأطعمة المسببة للحساسية واستبعادها.

جدول مفصل لأطعمة الأطفال في عمر 6 شهور

وصفات بسيطة لأطعمة الرضع في الشهر السادس

1. مهروس البطاطا الحلوة

• المكونات: حبة بطاطا حلوة متوسطة الحجم

• الطريقة: تغسل وتقشر وتقطع ثم تسلق حتى تلين، وتهرس جيداً مع القليل من ماء السلق أو حليب الأم لتخفيف القوام.

2. مهروس الموز والأفوكادو

• المكونات: نصف موزة + ربع حبة أفوكادو ناضجة

• الطريقة: تهرس المكونات معًا حتى الحصول على قوام ناعم كريمي مناسب للبلع.

3. مهروس العدس مع الأرز

• المكونات: ملعقة صغيرة عدس أصفر + ملعقة صغيرة أرز أبيض

• الطريقة: يُغسل العدس والأرز ويُطهى في ماء حتى ينضج، ثم يُهرس ويُصفى للحصول على مزيج ناعم.

قائمة الأطعمة الموصى بها في هذا العمر

الحبوب الكاملة

من أهم الأطعمة الأولى التي يمكن تقديمها للأطفال، ومنها الأرز المطحون والشوفان الناعم والكسكسي المطهو، وهي مصادر غنية بالطاقة والألياف والمعادن.

الخضروات المسلوقة

كالجزر، البطاطس، الكوسا، البروكلي، والقرع، التي تُعد من المصادر الغنية بالفيتامينات والألياف، وتُطهى جيدًا ثم تُهرس للحصول على قوام ناعم.

الفواكه الطازجة أو المطبوخة

مثل التفاح، الكمثرى، الموز، الخوخ، والمشمش. تُهرس أو تُطهي على البخار لتكون سهلة البلع والهضم وتُغني الطفل بالفيتامينات المهمة.

البروتينات النباتية والحيوانية

صفار البيض، العدس، الكينوا، الدجاج المسلوق المهروس، حيث يبدأ الطفل بالتعرف على البروتينات تدريجيًا لدعم بناء الأنسجة وتطور الدماغ.

كميات الطعام المناسبة في عمر 6 شهور

في بداية الشهر السادس، يكون هدف إدخال الطعام هو “التعويد” وليس الإشباع الكامل، إذ تبقى الرضاعة المصدر الأساسي للتغذية. يبدأ الطفل بملعقة أو ملعقتين صغيرتين من نوع واحد من الطعام مرة في اليوم، ثم تزداد الكمية تدريجيًا لتصل إلى وجبتين صغيرتين يومياً بنهاية الشهر السادس، ويُنصح بأن تكون كمية الطعام:

• من 1 إلى 2 ملعقة كبيرة لكل وجبة

• تُقدم مرة واحدة في اليوم وتزداد إلى مرتين

• الطعام يكون ناعم جداً لتجنب الاختناق

الأطعمة التي يجب تجنبها في الشهر السادس

هناك مجموعة من الأطعمة التي يُحظر تقديمها للطفل في هذا العمر بسبب خطورتها أو صعوبة هضمها، ومنها:

• العسل الطبيعي: قد يحتوي على بكتيريا Clostridium botulinum التي تسبب التسمم الغذائي

• الملح والسكر: يؤثران سلبًا على الكلى والأسنان

• بياض البيض النيء أو غير المطهو جيدًا: يمكن أن يسبب الحساسية

• اللبن البقري كمشروب أساسي: لا يُنصح به قبل السنة الأولى

• المكسرات الكاملة أو قطع الطعام الكبيرة: خطر اختناق

• العصائر المحلاة والمشروبات الغازية: تؤثر على الجهاز الهضمي والكبد وتسبب السمنة المبكرة

إشارات استعداد الطفل لتناول الطعام الصلب

ليس كل الأطفال يكونون مستعدين في نفس الوقت، ومن أبرز العلامات التي تدل على أن الطفل جاهز لتناول الأطعمة الصلبة:

• القدرة على الجلوس مع دعم جيد للرأس والظهر

• الاهتمام الشديد بما يأكله الآخرون

• تقليل فعل الدفع باللسان (رفض الطعام تلقائيًا)

• القدرة على فتح الفم وتناول الطعام من الملعقة

• زيادة الوزن بشكل ملحوظ منذ الولادة (وزن الطفل لا يقل عن ضعف وزنه عند الولادة)

نصائح عامة لنجاح تجربة الطعام الأولى

• لا يُجبر الطفل على تناول الطعام، بل يُشجّع بلطف.

• الحفاظ على بيئة هادئة أثناء الأكل لتعزيز التركيز.

• استخدام ملعقة صغيرة طرية ومناسبة لفم الطفل.

• مراقبة أي علامات تحسس بعد تقديم نوع جديد من الطعام.

• تقديم الطعام في وضعية الجلوس المستقيم.

• لا يُخلط أكثر من نوع في البداية لتحديد التحسس الغذائي.

التأثيرات طويلة الأمد للتغذية المبكرة

للتغذية خلال أول عام من حياة الطفل تأثير مباشر على صحته العامة ونموه الذهني والحركي، كما تؤسس لعادات غذائية إيجابية تقلل من مخاطر الإصابة بالسمنة، والسكري، والتحسس الغذائي، واضطرابات المعدة لاحقاً. وتُظهر الدراسات أن تنوع الأطعمة في أول 6 أشهر بعد بدء الفطام يُساهم في تقليل الانتقائية الغذائية مستقبلًا، ويزيد من تقبل الطفل للنكهات المختلفة.

الخاتمة

إدخال الطعام في عمر 6 شهور يمثل بداية تأسيس حقيقية لنظام غذائي متوازن يستمر طوال حياة الطفل. من خلال اختيار الأطعمة المناسبة وتقديمها بالطريقة الصحيحة، يمكن للوالدين أن يضمنوا لطفلهم بداية قوية وصحية تدعم نموه الجسدي والعقلي في مرحلة حاسمة من مراحل تطوره.

المراجع:

• منظمة الصحة العالمية (WHO) – Feeding and nutrition of infants and young children, 2003

• الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) – Starting Solid Foods, 2021